تزامنا مع إعلان كينيا فتح سفارة رسمية في المغرب لتحقيق التقارب الكامل.. الجزائر تبعث وزير الخارجية إلى نيروبي

 تزامنا مع إعلان كينيا فتح سفارة رسمية في المغرب لتحقيق التقارب الكامل.. الجزائر تبعث وزير الخارجية إلى نيروبي
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 18:46

أعلنت الجزائر أمس الاثنين، إن وزير الخارجية، أحمد عطاف، بدأ زيارة رسمية إلى العاصمة الكينية نيروبي، بتكليف من الرئيس عبد المجيد تبون، من "أجل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين وتوطيد التشاور والتنسيق حول التطورات الإقليمية والدولية".

وتزامن إعلان الجزائر عن هذه الزيارة، مع إعلان كينيا عن عزمها لفتح سفارة رسمية لها في العاصمة المغربية الرباط، من أجل تحقيق التقارب الكامل مع المملكة المغربية، والدفع بالعلاقات الاقتصادية إلى مراحل متقدمة من التعاون.

ووفق ما كشفته عنه الصحافة الكينية في هذا السياق، فإن من الأسماء المرشحة بقوة لتولي منصب سفير نيروبي لدى الرباط، هي الدبلوماسية، جيسيكا موثوني غاكينيا، التي تم الاستماع إليها من طرف لجنة كينية برلمانية، وقد أشادت اللجنة بالعرض الذي قدمته، وهو ما يُشير إلى أنها الأقرب لتولي المنصب.

ونقلت الصحافة الكينية، ما أدلت به غاكينيا في عرضها أمام اللجنة البرلمانية، حيث أشارت إلى عزمها الدفع بالعلاقات الثنائية مع المغرب، وبالأخص في الجوانب الاقتصادية، عبر الرفع من فرص الاستثمار، والعمل على تسريع مشروع بناء المغرب لمصنع للأسمدة في كينيا من أجل تعزيز القطاع الفلاحي داخل البلاد.

ويعتقد مهتمون بالشؤون الإفريقية، إن هذه التطورات المتسارعة في العلاقات بين المغرب وكينيا، دقت ناقوس الخطر لدى الجزائر، التي سارعت بإرسال أحمد عطاف إلى نيروبي، في خطوة يُعتقد أنها تهدف إلى محاولة إيقاف التقارب المغربي الكيني الذي ستكون له تداعيات على ملف الصحراء.

وتُعتبر كينيا إلى حدود اليوم، من البلدان الإفريقية القليلة التي لازالت تعترف بكيان "البوليساريو"، بالرغم من أن نبرتها في قضية الصحراء أصبحت تميل أكثر إلى الحياد منذ تولي وليام روتو رئاسة البلاد في العام الماضي، حيث أعلن أكثر من مرة عن رغبته في تحقيق التقارب الكامل مع المملكة المغربية.

وكان روتو قد أعلن خلال حملاته الانتخابية، إحدى أبرز شعاراته، وهي تحسين مستوى القطاع الفلاحي في كينيا، وكشف خلال تلك الحملات أنه سيعمل على إنشاء مصنع للأسمدة باستمثار من المغرب داخل البلاد، من أجل تحقيق ذلك الهدف، في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الأسمدة المستوردة.

ومنذ استشعار الجزائر نية كينيا في تحقيق التقارب مع المغرب، وهي تقوم بمساعي لوقف ذلك، حيث أعلنت في يناير الماضي عن تقديم هبة لدولة كينيا، عبارة عن 16 ألف طن من الأسمدة، بناء على تعليمات من طرف الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في إطار ما وصفه بلاغ رسمي جزائري بـ"بالسياسة التضامنية للجزائر في دفع عجلة التنمية بالقارة الإفريقية".

ووفق الصحافة الجزائرية، فإن الأمر يتعلق بسماد اليوريا 46 الذي يُستعمل في تخصيب التربة بهدف رفع مردودية الانتاج الفلاحي في كينيا التي تُعاني من أزمة غذاء حادة، وقد تم إرسال الشحنة المكونة من 16 ألف طن إلى نيروبي.

وكانت تلك الخطوة الجزائرية قد جاءت في وقت تزداد الضغوط على الرئيس الكيني من طرف العديد من الأحزاب السياسية في البلد، تدعوه إلى بناء علاقات قوية مع المغرب، وهو ما تخشى منه الجزائر أن يؤدي ذلك إلى سحب نيروبي اعترافها بجمهورية البوليساريو الانفصالية، خاصة أن الرئيس روتو كان قد أقدم على تلك الخطوة يوم اعتلائه رئاسة البلاد منذ عامين قبل أن يتراجع عنها بشكل مفاجئ. وقيل أن تدخلات من الجزائر هي التي دفعته للتراجع.

وكان أعضاء مجلس الشيوخ الكيني قد طالبوا بإصلاح العلاقات الدبلوماسية بين بلادهم والمملكة المغربية، في ظل ما يعتبرونه تدهورًا في العلاقات بين البلدين، والإسراع بفتح سفارة كينية في العاصمة الرباط بالنظر إلى ما يُمكن أن تجنيه نيروبي من فوائد على العديد من الأصعدة بهذه الخطوة مع المغرب.

كوكب الجزائر

كثيرة هي الأمور التي يمكن استنتاجها من "معركة القميص" بين المغرب والجزائر، والتي هي في الحقيقة صدام بين فريق لكرة القدم يمثل مدينة مغربية صغيرة غير بعيدة عن الحدود الجزائرية، ...